الجمعة، 3 فبراير 2017

نقطة البداية








بدون الدخول فى تفاصيل وخلفيات القرار سافرت من مصر للعمل فى السعودية فى منتصف العام 2014 بأحد الشركات الكبرى فى مجال تكنولوجيا المعلومات بعد أن أصبحت غير قادر على الإستمرار فى الحياة فى مصر لأسباب إقتصادية ونفسية وفى نفس الوقت كنت مدرك بدرجة كبيرة أنه لا يمكن للسعودية أن تكون هى بلد الإقامة والإستقرار لى ولأسرتى لفترات طويلة بحكم ظروف وقوانين البلد ونظام الكفالة الذى يربط تواجدك فى البلد بالعمل لدى كفيل معين، وبدون عمل لا يوجد كفيل وبالتالى لا يحق لك التواجد فى السعودية كمقيم أجنبى.
زاد من هذه القناعة تدهور الوضع الاقتصادى فى السعودية مع الانخفاض الحاد فى أسعار البترول مما تسبب فى انهاء خدمات أعداد ضخمة من المقيمين فيها من الأجانب بسبب إلغاء المشاريع التى كانوا يعملون بها.
مع ترسخ هذه القناعة يوماً بعد يوم كان لابد من الانتقال إلى الخطوة الثانية من مرحلة البحث عن المفقود وهى الهجرة إلى أحد البلدان التى تمنح الجنسية وتسمح لنا بأن نكون مواطنين أصحاب بلد يتمتعون بنفس الحقوق والكرامة التى يتمتع بها أى مواطن وليس مجرد أيدى عاملة مؤقتة.
صحيح أننى شعرت فى السعودية كمغترب باحترام ومميزات فى سهولة الحياة لم أشعر بها فى بلدى مصر، لكن يظل الأمر متوقف على أستمرارى فى العمل وهو شئ غير مضمون على الإطلاق وتعرضت عدة مرات لأن أكون على وشك الخروج النهائى من البلد بسبب إنهاء عقدى مع الشركة التى أعمل بها فضلاً عن عشرات القصص التى نسمعها كل يوم من الأصدقاء الذين يغادرون البلد على غير رغبتهم لمجرد انتهاء عقدهم مع الشركة التى يعملون بها بدون الحق فى الإقامة ولو لفترة مؤقتة لحين البحث عن فرصة عمل بديلة على صعوبتها فى هذه الأيام.
بدأت التفكير فى الهجرة بشكل جاد وكان الخيار بالأساس بين كندا واستراليا كأشهر وأكبر بلدين مهتمين بجذب المهاجرين الجدد إليهم ولديهم اقتصاد قوى ويمنحون من يحصلون على الجنسية جواز سفر قوى ومحترم فى كل أنحاء العالم وفيهم أيضاً معدلات منخفضة نسبياً من العنصرية تجاه المهاجرين غير البيض.
حاولت الوصول إلى أصدقاء لى هاجروا أو مقيمين فى البلدين (كندا واستراليا) وتكلمت معهم عدة مرات محاولاً استكشاف الفرص والمخاطر فى كل من البلدين واستقريت فى النهاية على التركيز على كندا كبداية وتأجيل استراليا لتكون خيار ثانى فى حالة أن تسد كل الأبواب فى طريق الهجرة إلى كندا.
كان سبب تفضيلى لكندا هو ما سمعته عن أنها غالباً هى الأيسر فى شروط القبول للهجرة، وهى الأقل فى معدلات العنصرية، وهى الأفضل فى برامج دمج المهاجرين الجدد مع المجتمع وفى العمل، وهى أيضاً الأكبر والأقوى من حيث الاقتصاد والبنية التحتية، بالإضافة لميزة العلاقة مع أمريكا كأقوى بلد فى العالم حيث تربط كندا بأمريكا علاقة خاصة تجعل من التنقل بين البلدين أمر فى غاية السهولة بالإضافة لوجود جالية مسلمة كبيرة مما يعنى تيسر ممارسة الشعائر مثل صلاة الجمعة والعيدين وتوافر الأكل الحلال وخلافه، وأيضاً وجدت أن عدد الأصدقاء الذين استطعت الوصول إليهم فى كندا أكبر بكثير ممن أعرفهم فى استراليا وبالتالى سهولة الوصول إلى أى معلومة أو احتمالية الالتقاء مع هؤلاء الأصدقاء هاتكون أفضل بكتير.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق